وهذا
الحديث رواه أبو داود، ورضيه على عادته فيما كان عنده صحيحًا أو حسنًا، وسكت عليه.
وأما
الاستشفاع بالرسول في حياته، فإنما هو بدعائه صلى الله عليه وسلم، ودعاؤه مستجاب.
وأما
بعد وفاته فلا يجوز الاستشفاع به؛ كما تقدم تقريره في باب الشفاعة وما قبله.
والله
تعالى نهى عن اتخاذ الشفعاء في مواضع كثيرة من القرآن، ونفاها في حق مَن سألها من
غير الله.
**********
قوله: «جاء أعرابي»، الأعرابي:
هو ساكن البادية. والغالب على سكان البادية الجهل، «نُهِكت الأنفس» يعني: ضَعُفت، «وجاع
العيال وهلكت الأموال» وذلك بسبب تأخر المطر؛ لأن عيشة البادية على ما ينزله
الله سبحانه وتعالى من الأمطار، والمطر لا يَستغني عنه أحد، لا أصحاب الحاضرة ولا
أصحاب البادية، كلهم بحاجة إلى المطر، فإذا تأخر نزول المطر تضرر الناس، وإذا نزل
المطر وجعل الله فيه البركة انتفع الناس وانتعشوا، فالأمطار فيها خير للعباد، ولا
يحبسها الله عز وجل عن العباد إلا بسبب الذنوب والمعاصي، قال عز وجل: ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ
عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا﴾ [الجن: 16].
قوله: «فَاسْتَسْقِ اللَّهَ لَنَا»
هذه عادة الصحابة رضي الله عنهم، أنهم كانوا إذا تأخر المطر أو انحبس، طلبوا من
النبي صلى الله عليه وسلم أن يَستسقي لهم.