×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 والاستسقاء: هو طلب السُّقيا. وهو سُنة قديمة، فقد استسقى موسى عليه السلام لقومه، واستسقى سليمان عليه السلام لقومه، واستسقى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأمته. فالاستسقاء مشروع.

وذلك بأن يأتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، ويطلبوا منه أن يدعو الله لهم بنزول المطر. فالنبي صلى الله عليه وسلم يجيبهم إلى ذلك، تارة يدعو وهو جالس بين أصحابه. وتارة يدعو في خطبة الجمعة بنزول المطر. وتارة يَخرج إلى المصلى في الصحراء، فيصلي بالناس صلاة الاستسقاء، ثم يخطب ويدعو الله سبحانه وتعالى ويسقيهم الله عز وجل.

وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يأتون إلى الخلفاء الراشدين، يأتون إلى عمر فيطلبون منه أن يدعو الله لهم، وعمر يطلب من العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله؛ لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ([1]).

كذلك المسلمون يطلبون من علمائهم، وولاة أمورهم، ومن الصالحين منهم أن يدعوا ربهم بالسقيا. وهذه سنة ثابتة.

فمجيء هذا الأعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وطلبه من الرسول أن يستسقي لهم - أمر معروف مستقر.

ولكن هذا الأعرابي لم يقتصر على ذلك، بل قال: «نستشفع بالله عليك»، وهذه هي الكلمة المنكرة؛ لأنه جعل الله شافعًا عند الرسول صلى الله عليه وسلم، والشافع أقل درجة من المشفوع عنده. فهذا تَنَقُّص لله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1010).