×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

وفي لفظ أبي داود: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهذا الأعرابي: «وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا اللَّهُ؟! إن عرشه على سماواته لهكذا»، قال راوي الحديث: «وقال بأصابعه مثل القبة» العرش هو أعظم المخلوقات -كما سيأتي بيان ذلك في آخر أبواب الكتاب إن شاء الله - وهو سقف المخلوقات، والمخلوقات كلها بالنسبة إليه لا شيء، والله سبحانه وتعالى فوق العرش أعظم من كل شيء، فكيف يُجعل العظيم شفيعًا عند المخلوق؟!

قوله: «وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ» مع أن العرش أعظم المخلوقات إلا أن الله أعظم من جميع مخلوقاته بما فيها العرش، ولهذا يكون للعرش أطيط -يعني: صوت من الثقل والتحمل - من عظمة الله سبحانه وتعالى.

قوله: «قال ابن بشار في حديثه» هو محمد بن بشار، الذي هو بُنْدَار.

قال: «إِنَّ اللَّهَ فَوْقَ عَرْشِهِ، وَعَرْشُهُ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ» فالعرش أوسع من الكرسي الذي وسع السماوات والأرض، والله عز وجل فوق جميع مخلوقاته بما فيها العرش.

قال الشارح رحمه الله: «قوله: «أَتَدْرِي مَا اللَّهُ؟!»: فيه إشارة إلى قلة علمه بعظمة الله وجلاله» أي: الذي حمل الأعرابي على هذا هو جهله وقلة علمه.

وهذا فيه خطر الجهل على الإنسان، وكونه لا يتعلم العقيدة ولا يدرس التوحيد يقع في مثل ما وقع فيه هذا الأعرابي. ففيه الحث على تعلم العقيدة ومعرفة التوحيد حتى لا يقع في الخطأ.


الشرح