×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 فعليك الإيمان بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا صح الحديث نعلم أنه حق، سواء فهمناه أو لم نفهمه، ونُسَلِّم لله عز وجل، والله عز وجل يقول: ﴿بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ [يونس: 39] يعني: حقيقته ووقوعه في المستقبل. فإذا جاء تأويله حينئذٍ يصدقونه: ﴿يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ [الأعراف: 53].

فهؤلاء الذين كَذَّبوا في الدنيا وقالوا: أبدًا هذا ما يتصوره العقل ولا يوافق الفكر!! إذا وقع هذا الذي أخبر الله عنه فإنهم حينئذٍ يدركون أنهم أخطئوا! قال عز وجل: ﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشۡفَعُواْ لَنَآ أَوۡ نُرَدُّ فَنَعۡمَلَ غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ قَدۡ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ [الأعراف: 53]، وقال عز وجل: ﴿لِّكُلِّ نَبَإٖ مُّسۡتَقَرّٞۚ وَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ [الأنعام: 67].

فالواجب على العبد ألا يُكذِّب ولا يشك ولا يتردد فيما صح عن الله ورسوله، ماضيًا كان أو مستقبلاً، فيؤمن بذلك ويُسَلِّم له، وهذا هو الإيمان بالغيب. أما الذي لا يؤمن إلا بالمُشاهَد، وينكر ما ورد في الكتاب والسنة من أخبار الماضي والمستقبل، فهذا لم يؤمن؛ لأن الإيمان هو: الإيمان بالغيب بما مضى وما يُستقبل.


الشرح