×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَْحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللهَ يَجْعَلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالأَْرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلاَئِقِ عَلَى إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ [الزُّمَر: 67] الآية» ([1]): وهكذا رواه البخاري، ومسلم، والنَّسَائي، من طرق عن الأعمش، به.

وقال البخاري: حدثنا سعيد بن عُفَيْر، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهابٍ، عن أبي سلمة، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ، وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ؟» ([2]). تَفَرَّد به من هذا الوجه.

**********

قوله: «جاء حَِبْر من الأحبار» الحَبْر: هو العالم، يقال: حَبْر، ويقال: حِبْر. وأغلب ما يطلق الحَِبر على العالِم من اليهود، قال عز وجل: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ [التوبة: 31]، الأحبار: علماء اليهود. والرهبان: علماء النصارى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4811)، ومسلم رقم (2786).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4812)، ومسلم رقم (2787).