وقوله:
﴿قَالُواْ طَٰٓئِرُكُم مَّعَكُمۡ أَئِن ذُكِّرۡتُمۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ
مُّسۡرِفُونَ﴾ [يس:
19] الآية.
****
ولهذا إذا خَلَت
الأرض من الصالحين في آخر الزمان تقوم القيامة وتخرب الدنيا، و«لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ وَفِي الأَْرْضِ مَنْ يَقُولُ: اللَّهُ اللَّهُ» ([1])، و«لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ» ([2]). فإذا خلت الأرض من
الصالحين قامت القيامة، أما ما دام الصالحون موجودين فإن الله سبحانه وتعالى
يُنزِل على أهل الأرض الخيراتِ والبركاتِ بسبب وجودِهم، عكسَ ما يعتقده آل فرعون
من التطيُّر بالرسل.
وكذلك ثمود، تطيّروا
بصالح عليه السلام لمّا دعاهم إلى الله سبحانه وتعالى تطيّروا به.
وكذلك أهل القرية الذين ذكرهم الله في سورة «يس» لمّا جاءتهم الرسل: ﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلًا أَصۡحَٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ إِذۡ جَآءَهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ ١٣ إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثٖ فَقَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ ١٤ قَالُواْ مَآ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا وَمَآ أَنزَلَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَكۡذِبُونَ ١٥ قَالُواْ رَبُّنَا يَعۡلَمُ إِنَّآ إِلَيۡكُمۡ لَمُرۡسَلُونَ ١٦ وَمَا عَلَيۡنَآ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ١٧ قَالُوٓاْ إِنَّا تَطَيَّرۡنَا بِكُمۡۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهُواْ لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [يس: 13- 18] يعني: تشاءمنا بكم، وما جئتمونا بخيرٍ، ﴿لَئِن لَّمۡ تَنتَهُواْ لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [يس: 18] هدّدوا الرسل وقالوا: ما رأينا منكم إلاَّ الشرّ، ﴿قَالُواْ طَٰٓئِرُكُم مَّعَكُمۡ﴾ أي: ما أصابكم فأنتم سببُه، لأن سببَه الذنوبُ والمعاصي التي تصدُر منكم والكفر، فأنتم السبب، بل نحن سبب الخير، نحن رسلٌ من عند الله جئناكم، لو أطعتمونا لحصلتم على الخير؛