×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

هذه منازل القمر، كل ليلة ينزل في منزلة، وفي التاسعة والعشرين أو الثلاثين يستتر، بمعنى: أنه يختفي في ضوء الشمس.

وهل يجوز أن الإنسان يتعلّم منازل القمر الثمانية والعشرين كل منزلة ثلاثة عشر يومًا، وواحدة منها أربعة عشر يومًا، الذي هو القلب؟

على قولين:

القول الأول: المنع، وهو قول قتادة وسفيان بن عيينة؛ لأن هذا لا شيء فيه في نفسه، إلاَّ أنه وسيلة لأن يُعتقد فيها ما لا يجوز، فهذا من سدِّ الذرائع، فلا يتعلّم منازل القمر عندهم، لأنه ربما يتدرّج إلى اعتقاد أنها تؤثِّر في الكون وأنها..، وأنها..، ولأنه زائد على الفوائد الثلاث السابقة.

والقول الثاني: أنه لا بأس بتعلّم منازل القمر، وهذا ما يسمّى بعلم التسيير. وهو مذهب الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وقولُ كثير من أهل العلم.

وهذا هو الصحيح - إن شاء الله - لأجل ما فيه من الفوائد وعدم المحذور.

أما الممنوع فهو علمُ التأثير، وهو: اعتقادُ أن هذه النجوم تؤثِّر في الكون، هذا هو الممنوع، أما معرفة حسابِها من أجل الفوائد من غير اعتقاد أنّ لها تأثيرًا في الكون؛ فهذا لا بأس به، ولا يزال العلماء يتعلّمونه ويعلِّمونه للناس لفوائده العظيمة.


الشرح