×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

ورخّص في تعلُّم المنازل: أحمد وإسحاق.

****

وعلم التأثير ينقسم إلى ثلاثة أقسام، كلُّها محرّمة، لكن بعضُها أشدّ من بعض:

القسم الأول: اعتقاد أنّ هذه الكواكب هي التي تُحْدِث هذه الحوادثَ الكونيةَ، وأنّ مصدر الحوادث هو حركاتُ الكواكب وتَشَكُّلاتُها.

وهذا اعتقاد الصابئة، وهو جُحودٌ للخالق سبحانه وتعالى واعتقاد أنّ هذه الكواكب هي التي تُحْدِث هذه الحوادث، وأنها هي التي بتشَكُّلاتِها وأحوالِها يَنتجُ عنها ما يحدُث في هذا الكون من خير أو شرّ، ومن صحة ومرض، ومن خَصْب وجَدْب، وغير ذلك، فهذا هو اعتقاد الصابئة، وهذا كفرٌ صريحٌ بإجماع المسلمين.

والقسم الثاني: أن لا يعتقد أنها هي التي تُحْدِث هذه الحوادث، ولكن يعتقد أنها سبب للتأثير، وأما الذي يُحْدِث هذا الشيءَ فهو الله سبحانه وتعالى ولكن هذه أسباب، فينسب إليها الأمور من باب الأسباب.

وهذا - أيضًا - باطل ولا يجوز، لأن الله لم يجعلها أسبابًا، ولا علاقة لها بما يجري في هذا الكون أبدًا؛ من نزول مطر، أو هُبوب رياح، أو غير ذلك، وإنما هذا راجعٌ إلى تدبير الله سبحانه وتعالى لأمره وإذنه سبحانه وتعالى وليس للكواكب علاقةٌ بهذا، غير أنّ الله خلقها للأمور الثلاثة التي سبق بيانها.

والقسم الثالث: الاستدلال بها على الحوادث المُستقبَلة.

وهذا من ادّعاءِ علم الغيب، ومن الكِهانةِ ومن السحر، وهو كفرٌ بإجماع المسلمين.


الشرح