×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وكلُّ هذه الأمور الثلاثة: اعتقادُ أنها هي التي تخلُق هذه الأشياء، واعتقادُ أنها أسباب لما يجري في الكون من الحوادث، واعتقادُ أنها تدلُّ مجرّد دلالةٍ على أنه سيحصل كذا؛ رُخْصٍ أو غَلاء، ومن تزوّجَ في النجم الفلاني فإنه يُوَفّق، ومن تزوَّجَ في النجم الفلاني أو البُرْج الفلاني فإنه يُخْفِق، وما يسمونه بالبَخْت والنَّحْس؛ هذا كلُّه باطل، وهذا يُنشر في بعض المجلاَّت التي تصدُر من جهات غير ملتزمة بالإسلام، يُنشر فيها أبوابٌ خاصّة بالنجوم، وأنّ في البُرج الفلاني يحصُل كذا من تزوّج فيه، أو باع أو اشترى يربح، والنجم الفلاني نحسٌ ولا يصلح فيه شيء. هذا من اعتقاد الجاهلية.

وأما علم الحساب المستفادُ من منازل القمر لمعرفة مواقيت الصلاة، ووقت بَذْر الزرع، وغرسِ الأشجار، وغير ذلك من المصالح؛ فهذا ليس من الاستدلال بالنجوم على المحرّم، إنما هو من علم الحساب، واللهُ خلق الشمس والقمر للحساب.

وهذه المفكِّرات التي تُعلّق في الجُدران ويتداولها النّاس لمعرفة مواقيت الصلوات هي من هذا النوع، من العلم المُرخَّص فيه، والذي رخّص فيه: الإمام أحمد، وإسحاق، وغيرهما، سواء كان من الحساب الشمسيّ أو القمريّ، كله من هذا النوع، لا بأس به؛ لأنه فيه مصالح للناس.


الشرح