×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

ولهما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانتْ من الليل، فلما انصرف أقبل على النّاس فقال: «أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟».

****

 قوله رحمه الله: «عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ» الجهني، صحابيّ جليل مشهور، والجهنيّ نسبة إلى جُهينة القبيلة المعروفة، وهي قبيلة كبيرة من قبائل العرب.

«قَالَ: صَلَّى لَنَا» المراد: صلى بنا، فاللام هنا بمعنى الباء.

«رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصُّبْحِ» يعني: صلاة الفجر، سُمِّيت صلاةَ الصبح لأنها تجب عند طلوع الفجر، كما قال تعالى: ﴿وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ [الإسراء: 78] يعني: صلاة الصبح.

«بِالْحُدَيْبِيَةِ» اسم مكانٍ على حدود الحرم من جهة الغرب، قريب من التنعيم، يقال له الآن «الشميسيّ»، وهو عند مدخل الحرم للقادم من جدّة.

يقال الحُديبِيَة - بالتخفيف - ويقال بالحُديبِيَّة، والمشهور الأول.

«فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ»؛ لأن هذا من السنّة؛ أن الإمام إذا فرغ من الصلاة فإنه لا يبقى مستقبلَ القبلة، بل ينصرف إلى النّاس ويُقبِل عليهم بوجهه كما كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.

«فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟»» هذا فيه: مشروعية الموعظة بعد الصلاة إذا صار لها مناسبة، كتنبيهٍ على خطأ وقع، أو بيانٍ لواجب، أو موعظةٍ عامة، وحثٍّ على تقوى الله، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يعظ النّاس أحيانًا، ولم يكن يداوم على ذلك، وإنما يفعل ذلك أحيانًا خشية


الشرح