×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

قالوا: الله ورسوله أعلم.

قال: «قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِي، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي، وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» ([1]).

****

 المَلَل، فكان يتخوَّلهم بالموعظة صلى الله عليه وسلم، خصوصًا إذا حصل شيءٌ يحتاج إلى تنبيه، مثل هذه القضية.

وفي هذا مشروعية التعليم من خلال السؤال والجواب، فالمعلِّم يسأل الطالب أوّلاً من أجل أن ينتبه للجواب، لأن هذا يكون أبلغَ في التعليم وأنبَهَ للطالب، لأنه إذا سُئل أولاً ثمّ أُجيب فإنه يكون هذا أثبت في ذهنه، بخلاف ما لو أُلقيَ إليه العلم ابتداءً فإنه قد لا ينتبِه له تمامًا.

«قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ» هذا فيه أن المسئول إذا لم يكن عنده علمٌ ولا جوابٌ أنه لا يتخرّص، وإنما يَكِل العلمَ إلى عالمه، فيقول: الله ورسوله أعلم، وهذا في حياته صلى الله عليه وسلم، أما بعد موته فيقول: الله أعلم.

ففيه: مشروعية تفويض العلم إلى الله سبحانه وتعالى.

الآن تَطلَّعوا إلى الجواب، فأجاب صلى الله عليه وسلم:

«قَالَ» أي: الرسولُ صلى الله عليه وسلم، «قَالَ» أي: اللهُ.

هذا من الأحاديث القدسية، نسبة إلى القدس وهو الطهارة، والتقديس هو التطهير، سُمِّي بذلك تشريفًا له؛ لأنه من كلام الله.

فالحديث القدسي من كلام الله.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (71).