×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

أما الحديث غير القدسيِّ فهو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن المعنى من الله، لقوله تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ [النجم: 3- 4].

فالحديث القدسي لفظُه ومعناه من الله.

أما الحديث غير القدسي فمعناه وحيٌ من الله، واللفظُ من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.

إلاّ أن الحديث القدسي - مع أنه من كلام الله - لا يأخذ حكمَ القرآن من كل وجه، بحيث يُتعبَّد بتلاوته مثل القرآن، وبحيث لا يمسُّه إلاَّ طاهر مثل القرآن، ومن أنه يُشترط له التواترُ مثل القرآن، ومن حيث إنه لا يُروى بالمعنى كالقرآن.

الحاصل؛ أن بين الحديث القدسيِّ وبين القرآن فروقًا كثيرة، وإن كان يجتمع مع القرآن في أنه كلام الله سبحانه وتعالى.

وفي قوله: «قَالَ» إثبات أن الله يتكلَّم، فصفة الكلام ثابتةٌ لله، يتكلّم متى شاء إذا شاء سبحانه وتعالى؛ كلامًا يليق بجلاله، ليس مثل كلام المخلوقين، فكيفيّته وكُنْهُه لا يعلمهما إلاَّ الله سبحانه وتعالى لكنه ثابتٌ لله من صفات الأفعال التي يفعلها الله إذا شاء سبحانه وتعالى.

ففيه: ردٌّ على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة الذين ينفون الكلام عن الله سبحانه وتعالى.

«أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي» يعني: بسبب نزول المطر.


الشرح