×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 «مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِي» «مُؤْمِنٌ بِي» بسبب هذه النعمة، «وَكَافِرٌ» بسببِها.

دلّ على أنّ حصول النعم ابتلاءٌ من الله - سبحانه - يبتلي به عبادَه، فمنهم من يشكر الله فيكون مؤمنًا، ومنهم من يُنكر نعمةَ الله فيكون كافرًا.

ثمّ بيّن صلى الله عليه وسلم سبب ذلك فقال فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى: «فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ» يعني: نَسبَ النِّعمةَ إلى الله سبحانه وتعالى.

والتفضُّل والرحمة صفتان من صفات الله، فالله هو الذي يتفضل وهو الذي يرحم، ونزول المطر أثرٌ من آثار رحمة الله، كما قال تعالى: ﴿فَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ ءَاثَٰرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَيۡفَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ [الروم: 50].

«فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي، وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ»؛ لأنه لم ينسب نزولَ المطر إلى طلوع الكواكب أو غروبها، وهو ما يسمى بالنَّوْء.

«وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا» والنَّوْءُ سبق لنا أنه هو النجم إذا طلع من المشرق وقتَ الفجر، أو غاب في المغرب وقتَ الفجر.

كان أهل الجاهلية ينسبون المطر إلى طلوع النجم أو غروبه، فيزعمون أنه إذا طلع النجم أو غرب ينزل المطر، ويعتقدون أن هذا بسبب الكواكب، ولا ينسبونه لله - تعالى - وهذا كفر؛ لأنهم نسبوا النعمةَ إلى المخلوق، وهذا شرك بالله سبحانه وتعالى؛ شركٌ في الربوبية، وكل مشرك كافر.

وهذا فيه دليل على كفر من استسقى بالأنواء ونسب نزول المطر إليها، وأنّ نزول المطر بتأثيرها، لأن نزول المطر إنما هو بقدرة الله سبحانه وتعالى


الشرح