هو الذي ينزِّله متى شاء وأين شاء، ويمنعه متى
شاء وأين شاء، ويصرِّفه سبحانه وتعالى.
تطلُع الأنواء ولا
يحصل مطر، ويحصل المطر في غير طلوع الأنواء، يحصل المطر في أيِّ وقتٍ شاءه الله،
وهذا شيءٌ مشاهَد أن المطر ينزل في جميع الأحيان ولا يتقيّد بظهور النجم، فهذا
دليل على كذب هؤلاء.
وفيه مشروعية قول
هذا الكلام عند نزول المطر: «مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ».
وفيه التنبيه على
شُكر الله عند حدوث النعم من الأمطار وغيرها، فكلّما حصل للإنسان نعمة فإنه يجب
عليه أن يَنسِبها إلى الله، وأن يشكرَ الله عليها، ولا ينسبَها إلى غيره، لا إلى
حَوْلِهِ وقُوَّتِه، ولا إلى أحدٍ من خلقه، وإنما ينسب الفضل إلى المتفضِّل وهو
الله سبحانه وتعالى.
وهذا الحديث فيه
فوائد عظيمة:
فيه: مشروعية الموعظة
بعد الصلاة خصوصًا إذا حصل مناسبةٌ لها.
وفيه: مشروعية صلاة
الجماعة في السفر كما هي مشروعة في الحَضَر.
وفيه: مشروعية التعليم عن
طريق السؤال والجواب، لأن ذلك أبلغ في التفهيم وأيسر للتعليم، وقد فعل النبي صلى
الله عليه وسلم هذا مرارًا وتكرارًا.
وفيه - وهو الشاهد من الحديث للباب -: أن نسبة المطر إلى الأنواء كفرٌ بالله سبحانه وتعالى وشرك، وأن نسبة النِّعم والأمطار إلى الله إيمان بالله وتوحيد.