×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

والاستسقاءُ بالنجوم هنا ليس معناه أنهم يطلبون من النجوم أن تسقيهم، لكن معناه أنهم ينسبون المطر إلى النجوم، فيقولون: مُطِرنا بِنَوْءِ كذا وكذا.

وكما فصّل العلماء: إنْ كان يعتقد أن النجوم هي التي أنزلت المطر وأثّرت؛ فهذا كفرٌ مُخرِج من الملّة. وإن كان يعتقد أن المنزل للمطر هو الله، وأن النجوم إنما هي أسباب وأضاف ذلك إليها من باب التساهل في التعبير؛ فهذا يُعتبر شركًا وكفرًا أصغر لا يخرج من الملة، ولكنه محرّم شديد التحريم، لأنه وسيلة إلى الشرك الأكبر، ولأن الشرك وإن كان أصغر فهو خطير، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48].

قال العلماء: أما لو قال: سُقِينا في نوء كذا، فأتى بـ «في»، فلا بأس بذلك، لأن هذا ليس فيه نسبةُ المطر إلى النجم، وإنما يقول: سُقِينا في هذا الوقت، سُقِينا في نوء كذا يعني: في وقت كذا.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالنِّيَاحَةُ» والنياحةُ: رفعُ الصوت على الميِّت من باب الجزَع والتَّسخُّط، وإذا صَحِبه شقٌّ للثوب، أو لَطْمٌ للخَدّ، أو تَعدادٌ لمحاسن الميِّت، أو نِياحةٌ ونَدْب وجزَع؛ فهذا كبيرة من كبائر الذنوب.

والواجب عند نزول المصيبة الصبرُ والاحتسابُ لا الجزَع والتسخُّط.

والنياحةُ دليل على عدم الرّضا بقضاء الله وقدره، ودليلٌ على عدم الصبر والاحتساب. وهي من أمور الجاهلية، ويكفي أنها من أمور الجاهلية، لأن أمور الجاهلية محرّمة.


الشرح