وقال:
«النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ» ([1]) رواه
مسلم.
****
قوله: «وقال:
«النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ»» يعني: ترجع عن النياحة، وتندم على ما حصل
منها، وتعزم على أن لا تعود إلى النياحة في مُستقبَلِها.
وهذه شروط التوبة:
فالتوبة لغة: الرجوع، وشرعًا هي:
الرجوع من معصية الله إلى طاعة الله.
وشروطُها ثلاثة: الإقلاعُ عن الذنب،
والندمُ على ما حصل، والعزمُ أن لا يعود إليه. فإذا توفّرت هذه الشروط فالتوبة
صحيحة، وإذا اختلّ شرطٌ منها فهي توبة غير صحيحة.
ودلّ هذا على أن
التوبة تمحو المعصية ولو كانت كبيرةً، ولو كانت شركًا وكفرًا بالله جل وعلا
فالتوبة تَجُبُّ ما قبلها من النياحة وغيرها.
وفي قوله صلى
الله عليه وسلم: «قَبْلَ مَوْتِهَا» دليلٌ على أنه عند الموت لا تُقبل
التوبة، فإذا بلغت الروحُ الحُلْقومَ فحينئذ لا تُقبل التوبة.
قوله: «تُقَامُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ» يعني: من قبرها.
«وَعَلَيْهَا
سِرْبَالٌ» السِّربَالُ هو: الثوب.
«مِنْ قَطِرَانٍ» هو النُّحاسُ
المُذَاب.
«وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ» الدِّرعُ كذلك هو: الثوب، والجَرَب: مرض جِلديّ، يكون في الإبل ويكون في الإنسان.
([1])أخرجه: مسلم رقم (934).