×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 لا يُعبد اللهُ إلا بما شرع عليه الصلاة والسلام. هذا هو الدليل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن لا نقبل الدعوى، وإنما نقبل الدليل على الدعوى.

فالذين يعملون بالسنَّة ويتركون البدع فهذا دليلٌ على محبَّتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، أما الذين يدَّعون أنهم يحبُّون الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم يخالفونه فيرتكبون ما نهى عنه ويتركون ما أمر به طاعةً لأنفسهم أو طاعة لغيره فإن هذا دليل على عدم صدقهم في محبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» بل ومن نفسه.

فإذا أراد أحدٌ منَّا أن يختبر إيمانه فلينظر إلى موقع هذا الحديث منه ويطبِّقه على نفسه، هل هو يحب الرسول، أحب إليه من نفسه، هل يحب الرسول أحب إليه من والده وولده والنَّاس أجمعين؟ فإنْ كان كذلك فهو يحبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم، والدليل على ذلك - كما ذكرنا -: الموافقة للرسول صلى الله عليه وسلم بتنفيذ أوامره وترك نواهيه واجتناب البدع والمحدثات التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان عليها أقرب النَّاس إليه أو أحب النَّاس إليه، يتركها طاعةً لله وطاعةً لرسوله، ومحبةً لله ومحبةً لرسوله صلى الله عليه وسلم.

فدل هذا الحديث: على وجوب محبة الرسول بعد محبة الله عز وجل وأن محبة الله ومحبة رسوله تقتضيان المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وعدم المخالفة، وأنه لو أمرك أيُّ أحدٍ من الناس بأمر يخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وجب عليك معصيته ورفض ما يأمرك به، والأخذ بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فكما تجب محبة الله عز وجل تجب محبة رسوله صلى الله عليه وسلم.

قوله: «أخرجاه» يعني: أخرجه البخاري ومسلم.


الشرح