×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 العبد ولا يتم حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه من نفسه التي بين جنبيه، وأحب إليه من ولده الذي هو بضْعَةٌ منه وجزءٌ منه، وأحب إليه من والده الذي هو أصله والمحسِن إليه، وأحب إليه من النَّاس أجمعين أيًّا كانوا.

وهذا يقتضي أن الإنسان يُقَدِّم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم على طاعة غيره: فإذا أمرك الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر وأمرك والدك أو ولدك أو أحد من النَّاس بأمر يخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يجب عليك معصية هذا الآمر وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الدليل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، أن لا تقدِّم على محبته شيئًا، ولا تقدِّم على طاعة الرسول شيئًا، فإذا أمرك أحدٌ بمخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم فلا تطعه ولو كان أقرب النَّاس إليك ولو كان أحب النَّاس إليك، طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مقدَّمة، وهي ثمرة محبته.

أما الذي يدَّعي أنه يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويُقيم الموالد والاحتفالات المبتدعة، والرسول صلى الله عليه وسلم ينهاه عن البدع والمحدثات، فلا يطيعه، وإنما يطيع المخرِّفين والدجَّالين في هذا، فهذا كاذبٌ في محبَّتِه للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البدع والمحدَثات والخُرافات ولو كان النَّاس عليها ولو كان عليها أبوك أو ابنك أو أقرب النَّاس إليك، فمن كان عنده بدعة ومخالفة للرسول صلى الله عليه وسلم وجب عليك معصيته، فإذا أطعته فإن هذا دليل على عدم صدق محبتك للرسول صلى الله عليه وسلم.

فالحاصل؛ أنه ليس الدليل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم دعوى تُقال، أو احتفال يُقام، لأن الدليل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم: متابعته، وطاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن


الشرح