×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

ولهما عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِْيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عز وجل وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» ([1]).

****

«ولهما» أي: البخاري ومسلم.

«عنه» أي: عن أنس رضي الله عنه.

«قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ»» أي: ثلاث خصال.

«مَنْ كُنَّ فِيهِ» اجتمعن فيه، ووُجدن فيه.

«وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِْيمَانِ» هذا من ثمرات محبة الله ورسوله.

و«حَلاَوَةَ الإِْيمَانِ» أي: لذَّته؛ لأن الإيمان الصادق له لذَّة في النفوس، وله طُمأنينة في القلوب، هذا هو الإيمان الصادق: تجد المؤمن يتلذَّذ بالإيمان، ويَطْعَم الإيمان أكثر ممَّا يَطْعَم أيَّ أنواع الملذَّات.

الخَصلة الأولى: «أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عز وجل وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا» أي: أحبَّ إليه من نفسه، وأحبَّ إليه من كل شيء، ومن الوالدين والأولاد والأقارب والأصدقاء وسائر النَّاس.

الخَصلة الثانية: «وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ» أي: يحب الإنسانَ من بني آدم «لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ»، لا يحبه مِن أجل طمع دنيا أو عَرض عاجل، إِنما يحبه لله لأنه مطيع لله؛ لأنه مؤمن، لأنه تقي، أما الذي يحب الشخص من أجل الدنيا أو من أجل الأطماع أو الشهوات أو الأغراض، فهذه محبة لا تنفعه عند الله شيئًا.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (43).