النوع الثاني: محبةٌ ليست محبةَ
عبوديةٍ، وهي أربعة أقسام:
القسم الأول: محبة طبيعية؛ كمحبة
الإنسان للطعام والشراب والمُشتهَيات المباحة، كالزوجة والمَلذَّات.
القسم الثاني: محبةُ إجلالٍ،
كمحبة الولد لوالده غير المشرك والكافر، فالولد يحب والده محبة إجلال وتكريم
واحترام؛ لأنه والده المُحسِن إليه، والمربِّي له. وهذه محمودة ومأمور بها.
القسم الثالث: محبةُ إشفاقٍ،
كمحبة الوالد لولده، فالوالد يحب ولده محبةَ إشفاقٍ.
القسم الرابع: محبةُ مصاحبةٍ، كأن
تحب شخصًا من أجل مصاحبتك له، إما لكونه زميلاً لك في العمل، أو شريكًا في تجارة،
أو صاحبًا لك في سفر، فأحببته من أجل المشاركة في شيء من الأشياء.
هذه الأقسام ليست من
أنواع العبادة، لأنها ليس معها ذلٌّ، وليس معها خضوع.
وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ
ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ﴾ [البقرة: 165]، ﴿وَمِنَ
ٱلنَّاسِ﴾ يعني: المشركين، ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن
يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ أي: غير الله، ﴿أَندَادٗا﴾ النِّدُّ هو: الشبيه والنظير والعديل، سُمُّوا أندادًا لأنهم سَاوَوْهُم
بالله، فصاروا أندادًا لله بمعنى: شركاءَ مساوين له في اعتقاد المشركين.
﴿يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ﴾ أشركوهم مع الله في محبة العبودية، فعبدوا الأصنام والأوثان؛ لأنهم يحبّونها محبةَ ذلٍّ وانقيادٍ وخضوعٍ وطاعةٍ، فأشركوا في أعظم أنواع العبادة، وهو المحبة.