وقوله:
﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ
وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ
تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ
وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ﴾ [التوبة: 24].
****
مع الله: ﴿تَٱللَّهِ
إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧ إِذۡ
نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الشعراء: 97- 98].
هذه الآية فيها: أن من قدّم محبة هذه
الأشياء على محبة الله فإنه مُتوَعَّد بهذه الوعيد؛ ﴿فَتَرَبَّصُواْ﴾ أي: انتظروا، ﴿حَتَّىٰ
يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ﴾ حتى يأتيكم الله
بالعقوبة، ﴿وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [التوبة: 24] سمّاهم فاسقين، والفسق
هو: الخروج عن طاعة الله جل وعلا ومعنى ﴿لَا
يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ يعني: لا يوفقهم للإيمان، مثل قوله: ﴿لَا
يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [البقرة: 258]، ﴿لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ
ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 264].
فالهداية المنفية
هنا: هداية التوفيق، أما هداية البيان والإرشاد فهذه موجودة، فالله هدى كلَّ
النّاس، بمعنى: أنه بيّن لهم طريق الخير من طريق الشر، هدى الكفار وهدى المؤمنين؛
بمعنى: بيّن لهم طريق الخير وطريق الشر.
أما هداية التوفيق
والإيمان فهي خاصة بالمؤمنين.
أما الكافرون - إذا أَصرُّوا على كفرهم وأَصرُّوا على طغيانهم - فإن الله يَحرِمُهُم هدايةَ القلوب؛ ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [الصف: 5]، هذه عقوبةٌ من الله سبحانه وتعالى أنّ من عاند وأصرَّ بعد البيان وبعدَ الإرشاد وأصرَّ على الباطل فإنّ الله يعاقبه بحرمانِهِ من هداية