×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وقوله: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ [التوبة: 24].

****

 مع الله: ﴿تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧ إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الشعراء: 97- 98].

هذه الآية فيها: أن من قدّم محبة هذه الأشياء على محبة الله فإنه مُتوَعَّد بهذه الوعيد؛ ﴿فَتَرَبَّصُواْ أي: انتظروا، ﴿حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ حتى يأتيكم الله بالعقوبة، ﴿وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [التوبة: 24] سمّاهم فاسقين، والفسق هو: الخروج عن طاعة الله جل وعلا ومعنى ﴿لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ يعني: لا يوفقهم للإيمان، مثل قوله: ﴿لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [البقرة: 258]، ﴿لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 264].

فالهداية المنفية هنا: هداية التوفيق، أما هداية البيان والإرشاد فهذه موجودة، فالله هدى كلَّ النّاس، بمعنى: أنه بيّن لهم طريق الخير من طريق الشر، هدى الكفار وهدى المؤمنين؛ بمعنى: بيّن لهم طريق الخير وطريق الشر.

أما هداية التوفيق والإيمان فهي خاصة بالمؤمنين.

أما الكافرون - إذا أَصرُّوا على كفرهم وأَصرُّوا على طغيانهم - فإن الله يَحرِمُهُم هدايةَ القلوب؛ ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ[الصف: 5]، هذه عقوبةٌ من الله سبحانه وتعالى أنّ من عاند وأصرَّ بعد البيان وبعدَ الإرشاد وأصرَّ على الباطل فإنّ الله يعاقبه بحرمانِهِ من هداية


الشرح