عن
أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعًا: «إن من ضَعْفِ الْيَقِينِ: أَنْ تُرْضِيَ النَّاسَ
بِسَخَطِ اللهِ، وَأَنْ تَحْمَدَهُمْ عَلَى رِزْقِ اللهِ، وَأَنْ تَذُمَّهُمْ
عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللهُ.
****
ومعنى هذا: أنه
يُطاوع الكفار، فينسلخ من دينه، لأنه ليس له دين أصلاً وإنما تظاهر به، فإذا جاءت
المحن انكشف وتبيَّن أنه ليس في قلبه إيمان، أو كان في قلبه إيمان ضعيف، ثمَّ زال،
﴿وَلَئِن جَآءَ نَصۡرٞ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا
مَعَكُمۡۚ﴾ أي: إذا حصل للمسلمين فرج وحصل لهم خير قال: أنا معكم، أنا مسلم. أما إنْ
حصل على المسلمين أذى وامتحان فإنه ينعزل ويصير مع الكفار ويطاوع الكفار، هذه
مواقف المنافقين وضِعاف الإيمان عند الشدائد والمحن.
والشاهد من الآية: ﴿جَعَلَ
فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ﴾ أي: أنه يخشى النَّاس ولا
يخشى الله سبحانه وتعالى فهذا هو موضع اللوم.
قال: «عن أبي سعيد
رضي الله عنه مرفوعًا» يعني: إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فالحديث المرفوع:
ما نُسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والحديث الموقوف: ما كان من كلام الصحابي،
والحديث المرسل: ما نسبه التابعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
«إن من ضَعْفِ» بفتح الضاد ويجوز
الضم: «مِنْ ضُعْفٍ» والضَعف والضُّعف ضدُّ القوة.
«الْيَقِينِ» واليقين هو أعلى
درجات العلم.
«أَنْ تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ» هذا من ضعف اليقين، وهذا مثل ما ذكر في الآية: ﴿جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ﴾ [العنكبوت: 10]،