إلاَّ ما قدَّره الله له ﴿قُل
لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى
ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ [التوبة: 51].
النوع الثاني من
أنواع الخوف: أن يترك الإنسان ما أوجب الله عليه من الدعوة إلى الله والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر خوفًا من النَّاس أن يؤذوه أو يضايقوه أو يعذِّبوه
فيترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وبيان الحق خوفًا من
النَّاس، فهذا شركٌ أصغر، وهو محرَّمٌ، وقد جاء في الحديث أَنَّ اللهَ يُحَاسِبُ
الْعَبْدَ يَومَ الْقِيَامَةِ: لِمَ لَمْ تَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَ عَنِ
الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ: «يَا رَبِّ، إِنِّي خَشِيتُ النَّاسَ فَيَقُولُ:
إِيَّايَ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَى» ([1]) ونعنى بذلك: القادر
على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقادر على الدعوة إلى الله، أما الذي لا
يقدر - أو ليس عنده استطاعة - فهذا معذور.
النوع الثالث: الخوف الطبيعي، كأن
يخاف الإنسان من العدو، أو من السَّبُع، أو من الحيَّة، ويخاف الإنسان من أعدائه،
أو يخاف من السِّباع، أو يخاف من الهوام، فهذا الخوف خوفٌ طبيعي لا يُلام عليه
الإنسان لأنه ليس عبادة وليس تركًا لواجب، ولا يُؤاخذ عليه الإنسان، وموسى عليه
السلام لَمَّا تآمر عليه الملأ ليقتلوه وأُنذر أن يخرج من البلد ﴿فَخَرَجَ
مِنۡهَا خَآئِفٗا يَتَرَقَّبُۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [القصص: 21].
قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 175] وهذه الآية بعد قوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (4008)، وأحمد رقم (11440).