×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ ١٧٣ فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ ١٧٤ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ[آل عمران: 173- 175] وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لَمَّا حصلَتْ وقعة أُحُدٍ، وحصل على المسلمين ما حصل من الابتلاء والامتحان، واستشهد من المسلمين مَن استُشْهد وانصرف المشركون إلى مكة أرادوا أن يُرعبوا المسلمين، فأرسلوا إليهم يهدِّدونهم ويقولون: إننا سنرجع إليكم، فنقضي على بقيَّتكم، فلما بلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين قالوا: ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ لم يؤثِّر عليهم هذا التهديد، وأمر أصحابه أن يخرجوا وفيهم الجراح، وفيهم التعب بعد المعركة، فنهضوا مسرعين وخرجوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ونزلوا في مكان يُقال له: «حمراء الأسد» ينتظرون المشركين، فلما علِم المشركون بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخروج المسلمين أصابهم الرعب، وقالوا: ما خرجوا إلاَّ وفيهم قوة، فذهبوا إلى مكة وألقى الله الرعب في قلوبهم لَمَّا صدَق المسلمون وصبروا وتوكَّلوا على الله، ولم يؤثِّر فيهم تهديد هؤلاء: ﴿فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ رجعوا إلى المدينة سالمين، غانمين الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى ﴿لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ أي: ما أصابهم ما يكرهون، بل حصلوا على الأجر والثواب ﴿وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ.


الشرح