ثمَّ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا
ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ﴾ أي: الذي حصل من المشركين من التهديد إنما هو من
الشيطان. والمراد بالشيطان: إبليس اللعين الذي هو رأس الكفر.
﴿يُخَوِّفُ
أَوۡلِيَآءَهُۥ﴾ أي: يخوِّفكم بأوليائه من الكفار، الشيطان هو الذي خطَّ هذه الخطة من أجل
أن يخوِّفكم بأوليائه، يعني: المشركين، لأن المشركين أولياء الشيطان، كما أن
المؤمنين أولياء الرحمن، كما قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ
وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ
وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ
ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا
خَٰلِدُونَ﴾ [البقرة: 257].
فمعنى قوله تعالى: ﴿يُخَوِّفُ
أَوۡلِيَآءَهُۥ﴾ أي: يخوِّفكم أيها المسلمون بأوليائه من الكفَّار حتى قالوا هذه المقالة.
ثمَّ قال تعالى: ﴿فَلَا
تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ لا تخافوا من
الكفَّار بل توكلوا على الله، وخافوا من الله، وفي الأثر: «مَنْ خَافَ اللَّهَ
خَافَهُ كُلُّ شَيْءٍ، وَمَنْ خَافَ غَيْرَ اللَّهِ أَخْافَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ».
﴿فَلَا
تَخَافُوهُمۡ﴾ [آل عمران: 175] هذا نهيٌ من الله سبحانه وتعالى عن خوف أولياء الشيطان،
ثمَّ أمر بخوفه وحده سبحانه وتعالى.
ومن خاف الله فإن
الله يكفيه ويعينه وينصره خلاف العكس: من خاف غير الله وترك طاعة الله من أجل خوف
النَّاس فإن الله يسلِّط عليه، فالواجب على المسلمين الصادقين في إيمانهم: أن لا
يخافوا إلاَّ الله سبحانه وتعالى وأن لا يخافوا من أعدائهم بل يخافون من ربهم
ويخافون من