×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 ثمَّ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أي: الذي حصل من المشركين من التهديد إنما هو من الشيطان. والمراد بالشيطان: إبليس اللعين الذي هو رأس الكفر.

﴿يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ أي: يخوِّفكم بأوليائه من الكفار، الشيطان هو الذي خطَّ هذه الخطة من أجل أن يخوِّفكم بأوليائه، يعني: المشركين، لأن المشركين أولياء الشيطان، كما أن المؤمنين أولياء الرحمن، كما قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ [البقرة: 257].

فمعنى قوله تعالى: ﴿يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ أي: يخوِّفكم أيها المسلمون بأوليائه من الكفَّار حتى قالوا هذه المقالة.

ثمَّ قال تعالى: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ لا تخافوا من الكفَّار بل توكلوا على الله، وخافوا من الله، وفي الأثر: «مَنْ خَافَ اللَّهَ خَافَهُ كُلُّ شَيْءٍ، وَمَنْ خَافَ غَيْرَ اللَّهِ أَخْافَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ».

﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ [آل عمران: 175] هذا نهيٌ من الله سبحانه وتعالى عن خوف أولياء الشيطان، ثمَّ أمر بخوفه وحده سبحانه وتعالى.

ومن خاف الله فإن الله يكفيه ويعينه وينصره خلاف العكس: من خاف غير الله وترك طاعة الله من أجل خوف النَّاس فإن الله يسلِّط عليه، فالواجب على المسلمين الصادقين في إيمانهم: أن لا يخافوا إلاَّ الله سبحانه وتعالى وأن لا يخافوا من أعدائهم بل يخافون من ربهم ويخافون من


الشرح