فاجتمعوا بقيادة أبي سفيان بن حرب، وجاءوا بجيوش
عظيمة - ونزلوا عند أُحُد، وهو الجبل الذي يقع شمالي شرق المدينة، فخرج إليهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه بعد التشاوُر معهم: هل يخرج إليهم، أو يبقى في
المدينة؟
فكان الرسول صلى
الله عليه وسلم يميل إلى البقاء في المدينة، وهو رأي عبد الله بن أُبي، ولكنَّ
الصحابة الذين لم يحضروا بدْرًا ندِموا ندامة شديدة وعزَموا على الرسول صلى الله
عليه وسلم أن يخرج إليهم ليخرجوا كما خرج إخوانُهم في بدر، ليستدركوا ما حصل وما
فات عليهم في بدر.
فالرسول صلى الله
عليه وسلم نزل على رغبة هؤلاء الصحابة وخرج، وخرج المسلمون معه، ورجع عبد الله بن
أبي المنافق مع جماعة من المنافقين، وانخذل من العسكر.
فخرج الرسول صلى
الله عليه وسلم بأصحابه وعسكر عند أحد، ونظَّم أصحابه، وجعل جماعةً من الرُّماة
على الجبل ليحموا ظهور المسلمين أن يأتيهم الكفَّار من الخلف.
ثمَّ دارت المعركة وصار النصر للمسلمين، فصاروا يجمعون المغانم، فلما رأى الذين على الجبل أن أصحابهم يجمعون المغانم، وظنوا أن المعركة قد انتهتْ؛ أرادوا النزول من الجبل ليشاركوا في جمع الغنائم، فمنعهم قائدهم عبد الله بن جُبَيْر، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لهم: «لاَ تتركوا الجبل سواء انتصرنا أو هُزمنا»، ولكنهم رضي الله عنهم اجتهدوا ونزلوا من الجبل، وأما رئيسهم فبقي طاعةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.