×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا لَهُ: ﴿إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا [آل عمران: 173] الآية» ([1]) رواه البخاري والنسائي.

****

 لَا تَعۡبُدِ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ عَصِيّٗا [مريم: 42- 44]، انظر التلطُّف، يكرِّر: يا أبت، يا أبت. وهكذا الداعية يتلطَّف بالمدعو، كما قال تعالى: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ [طه: 44]، لا يأتيه بعنف وقسوة وشدة، ويقول: هذا غَيْرة لله.

«حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ» أي: قال هذه الكلمة حينما ألقاه قومه في النار انتصارًا لآلهتهم؛ فقال الله للنار: ﴿كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ [الأنبياء: 69].

والشاهد في قوله: ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ[آل عمران: 173]، فهذا فيه: التوكُّل على الله سبحانه وتعالى وبيان ثمراته، وأن ثمرة التوكُّل على الله حوَّلت النار إلى برْدٍ وسلام على إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

فهذا فيه: فضيلة هذه الكلمة، وثمرة التوكُّل على الله سبحانه وتعالى.

قوله: «وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: ﴿إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا [آل عمران: 173] الآية» لَمَّا حصلت غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة، وانتصر المسلمون فيها، وقتلوا صناديد الكفُار ورؤساءهم، وغَنِموا أموالهم؛ عند ذلك تشاور المشركون في مكة بقيادة أبي سفيان بن حرب، وأرادوا غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقامًا لرؤسائهم الذين قُتلوا في بدر، ولآبائهم ولأموالهم التي أُخذت،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4287).