وقوله:
﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ﴾ [الأنفال: 64]
الآية.
****
﴿وَإِذَا
تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ﴾ القرآنية ﴿زَادَتۡهُمۡ
إِيمَٰنٗا﴾ وهذه علامة الإيمان؛ أن المؤمن إذا تُليت عليه آيات الله وسمع
القرآن يزيد إيمانه ويقينه، وينتفع بالقرآن الكريم، خلاف المنافق؛ فإنه إذا تُليَ
عليه القرآن لا يستفيد منه شيئًا، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا
مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ
إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ ١٢٤ وَأَمَّا
ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ
وَمَاتُواْ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 124- 125].
﴿وَعَلَىٰ
رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2] هذا محل الشاهد من
الآية للباب، فهي مثل الآية التي قبلها: ﴿وَعَلَى
ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ﴾ [المائدة: 23].
وهنا يقول: ﴿وَعَلَىٰ
رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ﴾ قدم المعمول أيضًا وهو الجار والمجرور على العامل
وهو ﴿يَتَوَكَّلُونَ﴾ ليُفيد الحصر، وبيان أن التوكَّل عبادة يجب إفراد
الله سبحانه وتعالى فيها، ولا يجوز التوكُّل على غير الله؛ لأن مَن توكَّل
على غير الله فقد أشرك.
وقد جعل سبحانه
التوكل شرطًا في صحة الإيمان؛ فقال: ﴿وَعَلَى
ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [المائدة: 23]، فمَن توكَّل على
غير الله فليس بمؤمن.
قال: «وقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ﴾ [الأنفال: 64] » هذا خطاب من الله
سبحانه وتعالى لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم.
فقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ﴾ ناداه بصفته الكريمة: ﴿ٱلنَّبِيُّ﴾، والله تعالى لم يناد محمدًا باسمه أبدًا في القرآن بل يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ﴾, ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ﴾ [المائدة: 41]، فيناديه باسم النبوة وباسم الرسالة تكريمًا وتشريفًا له صلى الله عليه وسلم.