أما الإخبار عنه فإن
الله يذكره باسمه، كقوله: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ
أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ﴾ [الأحزاب: 40]، ﴿وَمَا
مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ﴾ [آل عمران: 144]، هذا من باب الإخبار،
فإذا جاء باب الإخبار يأتي باسمه صلى الله عليه وسلم، وإذا جاء بالنداء
فيناديه بصفاته الكريمة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ﴾, ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلرَّسُولُ﴾؛ ولذلك: عاب الله على الأعراب الذين وقفوا على الحُجُرات
وقالوا: يا محمد؛ اخرج إلينا، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ
وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ
أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ ٢ إِنَّ
ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصۡوَٰتَهُمۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
ٱمۡتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡ لِلتَّقۡوَىٰۚ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٌ﴾ [الحجرات: 2- 3]، ثم قال: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلۡحُجُرَٰتِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ ٤
وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ
وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [الحُجُرات: 4- 5] فيجب التأدُّب مع
الرسول صلى الله عليه وسلم حيًّا وميِّتًا.
قوله: ﴿حَسۡبُكَ
ٱللَّهُ﴾ ﴿حَسۡبُكَ﴾ يعني: كافيك، فالحسب هو: الكافي.
﴿وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ أي: وحسب من اتبعك من المؤمنين؛ فالـ «الواو» عاطفة، ﴿وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ﴾ معطوف على ضمير المخاطَب المضاف إليه في قوله: ﴿حَسۡبُكَ﴾: أي: حسبك وحسب من اتَّبعك، فحَذف المضاف في الكلمة الثانية اعتمادًا على ما جاء في الأولى من باب الاختصار والإيجاز؛ فقوله: ﴿وَمَنِ﴾ «الواو» عاطفة و﴿مَنِ﴾ في محل جر، عطف على ضمير المخاطَب المضاف إليه في قوله: ﴿حَسۡبُكَ﴾،