×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

أما الإخبار عنه فإن الله يذكره باسمه، كقوله: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ [الأحزاب: 40]، ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ [آل عمران: 144]، هذا من باب الإخبار، فإذا جاء باب الإخبار يأتي باسمه صلى الله عليه وسلم، وإذا جاء بالنداء فيناديه بصفاته الكريمة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ, ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ؛ ولذلك: عاب الله على الأعراب الذين وقفوا على الحُجُرات وقالوا: يا محمد؛ اخرج إلينا، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ ٢ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصۡوَٰتَهُمۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمۡتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡ لِلتَّقۡوَىٰۚ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٌ [الحجرات: 2- 3]، ثم قال: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلۡحُجُرَٰتِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ ٤ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [الحُجُرات: 4- 5] فيجب التأدُّب مع الرسول صلى الله عليه وسلم حيًّا وميِّتًا.

قوله: ﴿حَسۡبُكَ ٱللَّهُ ﴿حَسۡبُكَ يعني: كافيك، فالحسب هو: الكافي.

﴿وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أي: وحسب من اتبعك من المؤمنين؛ فالـ «الواو» عاطفة، ﴿وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ معطوف على ضمير المخاطَب المضاف إليه في قوله: ﴿حَسۡبُكَ: أي: حسبك وحسب من اتَّبعك، فحَذف المضاف في الكلمة الثانية اعتمادًا على ما جاء في الأولى من باب الاختصار والإيجاز؛ فقوله: ﴿وَمَنِ «الواو» عاطفة و﴿مَنِ في محل جر، عطف على ضمير المخاطَب المضاف إليه في قوله: ﴿حَسۡبُكَ،


الشرح