وقوله
تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ﴾ الآية [الطلاق: 3].
عن
ابن عبَّاس قال «﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173]،
قالها إبراهيم عليه السلام حين أُلقيَ في النار.
****
هذا هو الصواب الذي رجَّحه الإمام ابن القيِّم
وأبطل ما سواه، فليس ﴿وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ﴾ معطوف على الله،
فيكون مرفوعًا.
ومحل الشاهد من
الآية: ﴿حَسۡبُكَ ٱللَّهُ﴾، فإذا كان حسبك الله فيجب التوكُّل على الله سبحانه وتعالى
والاعتماد عليه سبحانه وتعالى لأنه يكفي من توكَّل عليه، كما في الآية التي بعدها
وهي قوله: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ﴾ [الطلاق: 3] أي: يفوِّض أمره إلى
الله ويعتمد على الله فإن الله حسبه، أي: كافيه جميع الأمور.
أما من لم يتوكَّل
على الله فإن الله يَكِلُه إلى من اعتمد عليه كما في الحديث: «مَنْ تَعَلَّقَ
شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ» ([1])؛ فَمَنْ تَعَلَّقَ
بِاللهِ كَفَاهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ بغيره خذله الله ووكله إلى ضعيف.
قوله: ﴿وَمَن
يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ﴾ أي: لا على غيره.
﴿فَهُوَ﴾ أي: الله سبحانه
وتعالى.
﴿حَسۡبُهُۥٓۚ﴾ أي: كافيه.
فهذا فيه: ثمرة التوكُّل على الله سبحانه وتعالى وأن الله يكفي من توكَّل عليه، ومن كان الله كافيه فإنه هو الرابح والمفلح في الدنيا والآخرة، ولا يخاف من غيره أبدًا، إنما يخاف من الله سبحانه وتعالى.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2072)، وأحمد رقم (18786)، والحاكم رقم (7503).