×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 فطريقةُ الخوارجِ فيها يأسٌ مِن رحمة الله، وطريقة المرجئة فيها أمنٌ مِن مكر الله.

أما أهلُ السنَّة والجماعة فإنهم يجمعون بين الخوف من عذاب الله، مع رجاء رحمة الله؛ فالخوف يمنعهم من المعاصي، ورجاء رحمة الله يحملهم على التوبة والاستغفار والندم على ما حصل منهم؛ هذه طريقة أهل السنَّة والجماعة وكما قال الله تعالى في الأنبياء: ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ [الأنبياء: 90] ﴿رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ الرغب هو الرجاء، والرهب هو الخوف؛ يعني: يجمعون بين الخوف والرجاء، وكما في قوله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا [الإسراء: 57]، ﴿وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ يجمعون بين الأمرين بين الخوف والرجاء.

قال أهل العلم: «فيجب على المؤمن أن يكون معتدلاً بين الخوف والرجاء، لا يرجو فقط حتى يأمن من مكر الله، ولا يخاف فقط حتى ييأس من رحمة الله، بل يكون معتدلاً».

ويقولون: «الخوف والرجاء للمؤمن كجناحي الطائر، إذا سلِما استطاع الطيَران في الجو، وإذا اختلَّ واحدٌ منهما سقط فلا يستطيع الطيران»، كذلك المؤمن، إذا تعادل فيه الخوف والرجاء استطاع السير إلى الله سبحانه وتعالى وإذا اختلَّ أحدُ الركنين اختلَّ إيمانُهُ.


الشرح