×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وعن ابن عبَّاس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئلَ عنِ الكبائرِ؟ فَقَال: «الإِْشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، وَالأَْمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ» ([1]).

****

 قوله: «وعن ابن عبَّاس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْكَبَائِرِ؟» أي: عن الذنوب الكبائر؛ جمع كبيرة وهي: العظيمة.

فقال: «الإِْشْرَاكُ بِاللَّهِ» هذا أكبر الكبائر؛ فأكبر الكبائر: الإشراك بالله عز وجل وهو: عبادة غير الله بأيِّ نوع من أنواع العبادة وأيًّا كان هذا المعبود صنمًا أو شجرًا أو حجرًا أو حيًّا أو ميِّتًا أو قبرًا أو غير ذلك.

وهذا هو الذي لا يُغفر إلاَّ بالتوبة، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48]، وهذا هو الذي يُحْبِطُ الأعمال جميعها، قال تعالى: ﴿لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [الزُّمَر: 65].

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ» هذا مثل قوله تعالى: ﴿وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ [الحِجر: 56]؛ فالقنوط من رحمة الله من أكبر الكبائر، لأن فيه إساءةَ ظنٍّ بالله سبحانه وتعالى ولأنه يحمل صاحبه على عدم التوبة لأنه يقول: لا يغفر الله لي وإن تبت، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ [الزُّمَر: 53- 54]: توبوا إلى الله عز وجل والتوبة تَجُبُّ ما قبلها مهما كان الذنب الشرك والكفر وقتل النفس والزنا وشرب


الشرح

([1])أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (8785)، والبيهقي في «الشعب» رقم (287).