×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 الخمر وأكل الربا؛ فالتوبة لا يبقى معها ذنب إذا كانت توبة صحيحة، والتائب من الذنوب كمن لا ذنب له: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ [الأنفال: 38]، فالكفَّار إذا كان يُغفر لهم ما قد سلف فكيف بُعصاة المؤمنين إذا تابوا؟ هم أولى بالمغفرة؛ عَفْوُ الله أعظم.

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالأَْمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّه» أي: ومن أكبر الكبائر: الأمن من مكر الله أي: من عقوبته عند المعصية، والغفلة عن طاعة الله سبحانه وتعالى.

وهذا الحديث رواه البزَّار وغيره.

وبعضهم يرى أنه من كلام ابن عبَّاس، وأنه موقوف، وبعضهم يضعِّفه.

وقد ذكرت لكم أن الشيخ رحمه الله إذا ذكر مثل هذا الحديث الذي في سنده مقال لا يذكره إلا وقبله أو بعده ما يؤيِّده.

وهذا الحديث تؤيِّده الآيتان السابقتان: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [الأعراف: 99]، ﴿قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ [الحِجر: 56]، وكذلك الآيات التي في التحذير من الشرك وأنه أكبر الكبائر.

فالحديث هذا وإنْ كان في سنده مقال إلاَّ أنه تؤيِّده الأدلة الصحيحة، خصوصًا ما ذكره المؤلف رحمه الله من هاتين الآيتين، وبعضهم أثنى على سنده، فهو ليس مُجْمَعًا على ضعفه.

***


الشرح