وقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ،
وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ
الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ» ([1])
حسَّنه الترمذي.
****
أنه يعصي ويزني ويخالف أوامر
الله سبحانه وتعالى ومع هذا يُنَعَّم ويُصَحُّ في جسمه ولا يمرض، وهذه علامة شرٍّ،
مِن أجل أن تبقى عليه ذنوبُه.
«حَتَّى يُوَافِيَ
بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» يعني: يرجع إلى الله في الدار الآخرة وذنوبُه عليه لم
يُحَطَّ عنه منها شيء، فيعذَّب بها يوم القيامة؛ فدلَّ هذا على أن صحَّة الإنسان
الدائمة ليستْ علامة خير.
فدلَّ هذا على أن
الخير والشر كلَّه مقدَّرٌ مِن الله سبحانه وتعالى وبقضاء الله وقدره، وهو قدَّر
الشر لحكمة، وقدَّر الخير لحكمة لا يقدِّر شيئًا إلاَّ لحكمة عظيمة، ابتلاءً
وامتحانًا.
قوله: «وَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم » هذا حديث آخر، والمؤلف رحمه الله قرن بينهما
لأن راويَهما واحد وهو أنس، والذي خرَّجهما واحد وهو الترمذي، فلذلك ساقهما
المصنِّف سياقًا واحدًا.
«إِنَّ عِظَمَ
الْجَزَاءِ» أي: عند الله سبحانه وتعالى.
«مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ» وذلك أن المبتَلى إذا صبر ورضيَ بقضاء الله وقدره فإن الله يجزيه على ذلك الخير العاجل والآجل، فيجزيه الجزاء العظيم آجِلاً وعاجلاً، كما قال تعالى: ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [التغابن: 11]، وهذا مع الصبر والاحتساب.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2396)، وابن ماجه رقم (4031)، وأحمد رقم (23633).