والمراد بالبلاء
هنا: الابتلاء والامتحان، فيصاب الإنسان بالشدَّة، يصاب بالمرض، يصاب بضياع المال،
يصاب بموت القريب، ومِن النَّاس مَن تتكاثر عليه المصائب وتتابع، وهذه علامة خير
إذا كان مؤمنًا وصبر.
«وَإِنَّ اللَّهَ
إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ» هذه - أيضًا - حِكمة أخرى؛
وهِي: أن وجود الابتلاء والامتحان الذي يصيب المسلمين دليلٌ على محبة الله لهم،
ولَمَّا أحبَّهُم ابتلاهم مِن أجل أن يخفِّف عنهم، ومِن أجلِ أَنْ ينتقلوا إليه
وهم مخَلَّصون مِن الذنوب.
ومفهوم الحديث:
أَنَّ الله إذا لم يحبَّ قومًا يُمسك عنهم الابتلاء، من أجل أن ينتقلوا إلى الآخرة
بذنوبهم فيعاقَبون عليها.
«فَمَنْ رَضِيَ» بقضاء الله وقدرِه «فَلَهُ
الرِّضَا» مِن الله سبحانه وتعالى. وهذا دليل على أنَّ الجزاءَ مِن جنس العمل.
«وَمَنْ سَخِطَ» على قضاء الله
وقدرِهِ «فَلَهُ السَّخَطُ» مِن اللهِ سبحانه وتعالى جزاءً وفاقًا.
فهذا فيه دليلٌ على
أن الجزاءَ مِن جنس العمل، وأنَّ مَن رضيَ بالقضاء والقدر، وصبر على المصائب؛ فإنَّ
الله يرضى عنه ويحبُّهُ، وأَنَّ مَن لم يرضَ بالقضاء والقدر فإنَّ الله يَبْغَضُهُ.
وهذه المصائب إنما هي ابتلاء وامتحان ليظهرَ الصابرُ مِن غير الصابر، وليترتَّب الجزاء على ذلك مِن الله سبحانه وتعالى.