×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وعن أبي سعيد مرفوعًا: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قَالُوا: بَلَى. فَقَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ: أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ إِلَيْهِ» ([1]) رواه أحمد.

****

وهذا يدخل فيه الرياء، فمَن عمِل عملاً ودخله الرياء والقصد لغير الله سبحانه وتعالى فإن الله يردُّه عليه ولا يقبله منه.

وهذا وجه الشاهد من الحديث للباب.

وفي قوله: «تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» دليل على أَنَّ الشركَ يُحْبِط العمل سواءٌ كان أكبر أو أصغر.

والشاهد منه للباب: أنَّ الرياء نوعٌ مِن الشرك يرد العمل الذي خالطه على صاحبه، ولا يقبله الله.

قوله: «وعن أبي سعيد» أبو سعيد هو أبو سعيد الخدري، مالك بن سِنان الخُدْري الصحابي الجليل المشهور، رضي الله تعالى عنه.

«مرفوعًا» المرفوع: ما كان من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» هذا الحديث له سبب وهو: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه وهم يتحدَّثون عن الدجَّال وعن فتنةِ الدجَّال، وكانوا خائفين منه، فقال: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» الحديث.


الشرح

([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (4204).