×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

فأجابوا: «قَالُوا: بَلَى.» وهذا فيه: مشروعية التعليم عن طريق السؤال والجواب، لأنه يكون أوقع في الذهن، فإذا أراد أَنْ يعلِّم أصحابَهُ شيئًا مُهِمًّا ألقاه على طريقة السؤال حتى يتطلَّعوا إلى الجواب ثمَّ يُلقي عليهم الجواب.

«قَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ: أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ إِلَيْهِ» هذا فيه: أن الرياء شركٌ خفي، ووجهُ كونه خفيًا: أنه في النيَّات والمقاصد وأعمال القلوب، وهذه لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى لا أحد يعلم النيَّاتِ ويعلم المقاصدَ إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

وفي الحديث دليلٌ على خطورته؛ لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خافه على أفضل هذه الأمة وهم الصحابة، فكيف بغيرهم، وأنه صلى الله عليه وسلم يخافه عليهم أشد مما يخاف عليهم من فتنة المسيح الدَّجال، لأنه قَلَّ مَنْ يَسْلَمُ منه.

أما المسيح الدجَّال مع عِظَم فتنتِهِ - وقانا الله وإيَّاكم من فتنتِهِ - فإنما ضررُهُ على الذين يعاصِرونه ويخرج وهم أحياء، أما الرياء فهذا خطره على الجميع في كل عصر، في كل وقت.

والمسيح الدجَّال هو: مسيحُ الضَّلالة الذي يخرُج في آخر الزمان، مِن علامات الساعة، سُمِّي بالمسيح لأنه ممسوحُ العين، أعورُ، وقيل: سُمِّي بالمسيحِ لسُرعةِ سيرهِ في الأرض، يعني: يمسح الأرضَ بسرعةٍ، وهو: مسيحُ الضَّلاَلةِ، الأعور الدجَّال، وما مِن نبيٍّ إلاَّ حذَّر أمتَهُ مِن الدجَّال، وكان تحذيرُ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم أكثر وأشد مِن تحذير مَن سبقه؛ لأنه أقرب إلى عهده ممن سبقه، فهو يخرج في آخر الزمان، ويتبعه اليهود،


الشرح