×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 ثمَّ ينزل المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام مسيح الهداية فيقتل هذا الدَّجال بباب لُدٍّ - في فلسطين، وعند ذلك يكفي اللهُ المسلمين شرَّه، وعند ذلك ينتصر المسلمون على اليهود، ويظهر حكم الإسلام في الأرض، ويظهر الحق، لكن بعد المحنة وبعد الشدَّة.

والنبي صلى الله عليه وسلم شرع لنا أَنْ نستعيذَ منه في كلِّ تشهُّدٍ أخيرٍ في الصلاةِ، قَالَ: «اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» ([1]).

فهذه النصوص - الآية والحديثان - يدلاَّن على مسائلَ عظيمة:

المسألة الأولى: الآية تدلُّ على أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بشرٌ، ليس له مِن الربوبية والألوهية شيء؛ ففيه: الردُّ على الذين يَغلون في حقِّ النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتقدون فيه شيئًا مِن صفات الربوبية، ويتعلَّقون به صلى الله عليه وسلم مِن دون الله بالدعاء والاستغاثة وطلب الحاجات، وتفريج الكُربات، وهذا شركٌ أكبر.

المسألة الثانية: يُستفاد مِن الآيةِ مسألةٌ عظيمة وهي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم بُعث بالدعوة إلى التَّوحيد والنهي عن الشرك بالله عز وجل كمُهِمَّة غيره مِن الأنبياء والمرسلين، وهذه هي المهمَّةُ العُظمى، وهي قضية القضايا.

المسألة الثالثة: تدُلُّ الآية الكريمة على وجُوب الإخلاص في العمل لله عز وجل وهذا محلُّ الشاهد منها للباب.

المسألة الرابعة: في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الله سبحانه وتعالى غنيٌّ عن عبادة


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1311)، ومسلم رقم (588).