×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 الخلق، ولو أشرك النَّاس كلُّهم، أو كفروا كلُّهم، لم يُنْقِص ذلك من ملكه شيئًا.

المسألة الخامسة: في حديث أبي هريرة: التحذير من الشرك في العمل، وأنه سببٌ لِرَدِّه وعدم قَبوله سواء كان شركًا أكبر أو شركًا أصغر، ومنه الرياء.

المسألة السادسة: فيه إثبات أنَّ الله جل وعلا يتكلَّم كما يشاء سبحانه وتعالى والكلام ثابتٌ له - سبحانه - صفةٌ فعليَّة كسائر صفاته الفعلية تليق بجلاله، ليس مثل كلام المخلوقين، بل هو كلامٌ يليق بجلاله سبحانه وتعالى.

المسألة السابعة: في حديث أبي سعيد رضي الله عنه التحذير من الرياء، وبيان تفسيره، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم فسَّره في قوله: «يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ إِلَيْهِ».

المسألة الثامنة: في حديث أبي سعيد: أَنَّ الشرك ينقسم إلى شرك ظاهر وشرك خفي؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ» فهذا دليل على أنَّ هناك شِركًا ظَاهرًا، وهو الشرك في الأعمال الظاهرة كالصلاة والدعاء والذبح والنذر هذا شركٌ ظاهر.

أما الرياء فإنه شركٌ خفي يكون في القلوب والمقاصِد؛ ولهذا جاء في الحديث: «الشِّرْكُ فِي هَذِهِ الأُْمَّةِ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلَةِ السَّوْدَاءِ عَلَى صَفَاةٍ سَوْدَاءَ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ»، وَكَفَّارتُهُ أَنْ يقولَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْوُذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذَّنْبِ الَّذِي لاَ أَعْلَمُ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (19606)، والحاكم رقم (3148)، والطبراني في «الأوسط» رقم (3479).