وإنما امتاز عليه الصلاة والسلام عن البشر
بالرسالة والفضيلة والعبودية لله، فهو أكمل الخلق عبودية لله، وأخشاهم لله،
وأتقاهم له.
﴿يُوحَىٰٓ
إِلَيَّۚ﴾ [الأنعام: 50] من الله سبحانه وتعالى بواسطة جبريل عليه السلام كغيري
من الرسل.
﴿أَنَّمَآ
إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ﴾ [الكهف: 110] يعني: معبودُكم؛
فالإله معناه: الذي يستحق العبادة.
فهذا فيه: أنَّ
زبْدة رسالة الرسول وأصل دين الرسول والذي جاء به وبدأ به هو: التَّوحيد والإنذار
عن الشرك، وكلُّ الرسل كذلك أول ما يبدءون بالدعوة إلى التَّوحيد وإنكار الشرك.
وهذا فيه ردٌّ على
الذين يقولون في هذا الزمان: إن الرسل جاءوا لتحقيق الحاكمية في الأرض.
وهذا كلامٌ محدَثٌ باطل، فالرسل جاءوا لتحقيق العبودية بجميع أنواعها لله عز وجل وهو كلامٌ باطلٌ لم يقل به أحدٌ من أهل العلم، وإنما قاله جُهَّال أو مُغْرِضون، وهو كلامٌ مخالف لِمَا جاء في القرآن أن الرسل جاءوا لتحقيق عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36] وقال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النساء: 36]، ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25] هذا هو الذي جاءتْ به الرسل، ويدخل فيه بقية أوامر الدين ومنها الحاكمية، أما أَنْتُجعلَ هي الأصلُ