×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 فهذا باطل، وهذا معناه: إهمال التَّوحيد وعدم الاهتمام بأمر الشرك وعدم الالتفات إليه.

﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ معناه: يخشى ويخاف، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ أي: يؤمِّل رؤية الله يوم القيامة، ﴿فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا [الكهف: 110] لأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، ويتنعَّمون برؤيته سبحانه وتعالى أعظم مما يتنعَّمون بنعيم الجنة.

﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ هذا اللقاء وهذه الرؤية ﴿فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا [الكهف: 110] لأنه لا يمكن أن تحصُل إلاَّ لمن عمل عملاً صالحًا.

والعمل لا يكون صالحًا إلاَّ إذا توفَّر فيه شرطان:

الشرط الأول: الإخلاص لله عز وجل من الرياء والسمعة، ومِن جميع أنواع الشرك الأكبر والأصغر.

والشرط الثاني: أن يكون موافقًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاليًا من البدع والمحدَثات والخُرافات.

أما إنِ اختلَّ شرطٌ من الشرطين فليس عملاً صالحًا، وإنما هو عملٌ باطل.

فإن اختلَّ الشرط الأول، ودخله الشرك والرياء والسُّمعة صار باطل.

وإنِ اختلَّ الشرط الثاني صار بدعًا ومحدَثات ومخالَفات فهو مردود باطل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وفي رواية: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])أخرجه: البخاري رقم (2550)، ومسلم رقم (1718).