وعن
أبي هريرة مرفوعًا: «قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ
الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ
وَشِرْكَهُ» ([1]) رواه
مسلم.
****
أو من الإنس، أو من الملائكة، أو من الأنبياء
والرسل، أو من الصالحين والأولياء، أو أيًّا كان، فالله لا يقبل أن يُشرك معه في
عبادته أحد كائنًا مَن كان، ولا تفريق في ذلك بين الأصنام وبين الأولياء والصالحين
والأضرحة كله داخلٌ في قوله تعالى: ﴿وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ [الكهف: 110].
قال: «عن أبي هريرة
مرفوعًا» يعني: إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
«قَالَ اللَّهُ
تبارك وتعالى » هذا حديثٌ قدسي، والحديث القدسي: ما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربِّه
عز وجل والقدسي: نسبة إلى القدْسِ، وهو التطهير والتنزيه؛ لأن الله مقدَّسٌ
ومنزَّهٌ عن صفات النقص.
والحديث القدسي: ما
كان من كلام الله عز وجل ورواه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم.
والفرق بينه وبين
الحديث النبوي:
أن الحديث القدسي:
ما كان لفظه ومعناه مرويًّا عن الله سبحانه وتعالى.
وأما الحديث النبوي
فهو: ما كان معناه مِنَ الله ولكن لفظه مِن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله
تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ﴾ [النجم: 3- 4].
هذا هو فرقُ ما بين الحديث القدسي والحديث النبوي.
([1])أخرجه: مسلم رقم (2985).