×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» ([1])، فالعمل القليل مع الإخلاص يكون كثيرًا، وربما يكون العمل كثيرًا لكن فائدته قليلة نظرًا لنيَّة عامله، أو ليس فيه فائدة أصلاً نظرًا لنيَّة عامله، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ» ([2])، فمحل نظر الله سبحانه وتعالى إلى القلوب والأعمال؛ أعمال القلوب من المقاصد والنيَّات، وأعمال الجوارح أيضًا، فالعبرة ليست بصورة العمل وإنما هي بنية العامل.

الفائدة الرابعة: في الحديث دليل على الفرق بين العبد الذي يعمل لوجه الله والعبد الذي يعمل لأجل الدنيا، لأنه ذكر عبدين: واحدًا يعمل لأجل الدنيا وواحدًا يعمل لأجل الآخرة، فالذي يعمل لأجل الدنيا إِنْ أُعطيَ رضي، وإِنْ لم يُعْطَ لم يرضَ، هذه علامتُه، إِنْ أُعطيَ مِن الدنيا رضيَ وصار من الأصدقاء ومن المحبِّين ومِنَ الأصحاب فإذا لم يُعْطَ صار من الأعداء صار من المبغضين، بخلاف المؤمن فإنه لا يؤثِّر عليه العطاء وعدم العطاء للإيمان الذي في قلبه، فالحديث فيه: الفرق بين من يعمل من أجل الله ومن يعمل لأجل الدنيا.

الفائدة الخامسة: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمَّى العبد الذي يعمل مِن أجل مطامع الدنيا عبدًا لها، وهذا يقتضي الشرك، ولكنه في حق المؤمن يكون شركًا أصغر ينقِّص توحيده عند الله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1347)، ومسلم رقم (1016).

([2])أخرجه: مسلم رقم (2564).