×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَتَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَتَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيلَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ.

****

 قال: «وفي الصحيح» أي: في «صحيح البخاري» في باب الجهاد.

«عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ...»» يعني: هلَكَ، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعۡسٗا لَّهُمۡ [محمد: 8] يعني: هلاكًا؛ فالتعس: الهلاك.

«عَبْدُ الدِّينَارِ، وَتَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ» الدينار هو: النَّقْدُ المضروب مِنَ الذهب، والدرهم هو: النقدُ المضروب مِنَ الفِضة.

«وَتَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ» الخميصة: كساءٌ يُلبس، لونه أسود وفيه خطوط حُمْر.

«تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيلَةِ» الخميلة: القطيفة، سُمِّيتْ خَميلة لأَنَّها ذاتُ خُمُلٍ يعني: ذات أهداب، سمَّاهم عبيدًا لهذه الأشياء لأنهم يعملون لها، فصاروا عبيدًا لها، أما الذي يعمل من أجل وجه الله فهو عبدٌ لله سبحانه وتعالى.

ثم ذكر علامَتَهُم؛ فقال: «إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ» هذه علامة الذي يعمل مِن أجلِ الدُّنيا، أنه إنْ أُعطيَ منها رضي، وإن لم يُعْطَ منها لم يرضَ، كما قال الله سبحانه وتعالى في المنافقين: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ [التوبة: 58].


الشرح