×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ إِنْ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ» ([1]).

****

 وهذه عبودية شرك، لكنه شركٌ أصغر لا يُخرِجه مِن الإيمان، ولكنه ينقِّص توحيدَه وينقِّص إيمانه.

ثم أعاد الدعاء عليه مرَّة ثانية فقال: «تَعِسَ وَانْتَكَسَ» يعني: كلما تماثل للشفاء عاد إليه المرض وعاد عليه الهلاك.

«وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ» أي: أنه يصاب بالعجز حتى إذا ضربته الشوكة في رجله أو في يده لا يستطيع أخذها مِنَ العجز الذي أصابه، عقوبةً له في أنه إنما يعمل مِن أجل الدنيا.

ثم بيَّن الفرق بين الذي يعمل للآخرة والذي يعمل للدنيا فقال صلى الله عليه وسلم: «طُوبَى» قيل: إنها شجرة في الجنة ظلها مسيرة مائة عام منها تخرُج ثياب أهل الجنة، وقيل: إنها الجنة نفسها، فالجنة يقال لها طوبى، فطوبى من أسماء الجنة أو شجرة فيها.

وهذا دعاءٌ مِن الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الشخص بأن يكون مِن أهل الجنة.

«لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ» العِنان: اللِّجام.

«فِي سَبِيلِ اللَّهِ» يعني: للجهاد في سبيل الله، دائمًا مُعِدٌّ نفسَه ومُعِدٌّ فرسَه للجهاد في سبيل الله، يترقَّب الغزوات والسرايا، ويحبُّ الجهاد في سبيل الله، ولا يحبُّ الراحة والرفاهية، وإنما يحب الجهاد في


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2730).