×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

«مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ» يعلوه الغبار في سبيل الله، والغبار في سبيل الله فيه فضلٌ عظيم، وهو ذَرِيْرَةُ أهل الجنة يوم القيامة، ولا يجتمع دخانُ جهنَّم وغُبارٌ في سبيل الله في أنف المؤمن يوم القيامة.

هذه صفات هذا المؤمن، وهي باختصار:

أولاً: أنه مُعِدٌّ نفسه للجهاد يتقرَّب منه دائمًا يُرغِّب فيه.

ثانيًا: أنه لا يتفرغ لإصلاح هيئته مِن إصلاح شعره ودهنه وتجميل هيئته لأنه مشغول بالجهاد.

وثالثًا: أنه لا يبالي بالعمل الذي يتولاَّه في الجهاد سواءٌ كان شاقًّا أو غير شاقّ، سواءٌ كان بارزًا أو غير بارز، لأنه يعمل لله، ولا يعمل مِن أجل الظهور، ومِن أجل مراءاة النَّاس.

رابعًا: أنه غير معروف عند النَّاس وعند أصحاب الجاه، إنِ استأذن لم يُؤذن له في الدخول، وإِنْ شفع لم يشفَّع، أي: إِنْ توسَّط لأحد لم تُقبل وساطته؛ لأنه غير معروف.

فهذا فيه: فضل عدمُ الظهور، وفضل الاختفاء بالأعمال الصالحة.

وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهَّاب في بعض أجوبته لَمَّا سُئل عن هذه الآية: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا [هود: 15]، أنها تشمل أنواعًا:

النوع الأول: المشرك والكافر الذي يعمل أعمالاً صالحة في هذه الدنيا مِن إطعام الطعام وإكرام الجار وبرِّ الوالدين والصدقات والتبرُّعات ووجوه الإحسان، ولا يُؤْجَر عليها في الآخرة لأنها لم تُبْنَ على


الشرح