×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 التوحيد، فهو داخلٌ في قوله: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ [هود: 15]، فالكافر إذا عمل حسنات فإنه قد يجازى بها في الدنيا، وأما الآخرة فليس له جزاء عليها عند الله لأنها لم تُبْنَ على التوحيد والإخلاص لله عز وجل.

النوع الثاني: المؤمن الذي يعمل أعمالاً مِن أعمال الآخرة، لكنه لا يريد بها وجه الله، وإنما يريد بها طمع الدنيا، كالذي يحج ويعتمر، يعني: ينوب عن غيره في الحج والعمرة، يريد أخذ العِوَض والمال، وكالذي يتعلَّم ويطلب العلم الشرعي مِن أجل أن يحصل على وظيفة، وهذا عمله باطلٌ في الدنيا، وحابطٌ في الآخرة، وهو شركٌ أصغر.

النوع الثالث: مؤمن عمل العمل الصالح مخلصًا لله عز وجل لا يريد به مطمعًا مِن مطامعِ الدنيا، ولا وظيفة، لكن يريد أن يجازيَه الله به، بأن يشفيه الله مِن المرض، ويدفع عنه العين، ويدفع عنه الأعداء، فإذا كان هذا قصده فهذا قصدٌ سيِّءٌ، ويكون عمله هذا داخلاً في قوله: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ [هود: 15]. والمفروض في المسلم: أن يرجوَ ثواب الآخرة، يرجو أعلى ممَّا في الدنيا، وتكون همَّتُه عالية، وإذا أراد الآخرة أعانه الله على أمور الدنيا، ويسَّرها له: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا [الطلاق: 2- 3].


الشرح