×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعلَّه إذا ردَّ بعضَ قوله أن يقع في قلبه شيءٌ من الزَّيغِ فيهلِك».

****

هذا هو الحقُّ والوسط في هذه المسألة التي خاض فيها الناس في وقتنا الحاضر.

قال الإمام أحمد: والله تعالى يقول: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63] هذا أمرٌ من الله سبحانه وتعالى وتهديد: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ [النور: 63].

والضمير في ﴿أَمۡرِهِۦٓ [النور: 63] يرجع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي مرَّ ذكرُه في الآيات السابقة.

﴿أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ [النور: 63] فسَّرها الإمام أحمد بالزيغ والشرك، قال: «أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا ردَّ بعض قوله» أي: بعض قول الرسول صلى الله عليه وسلم، «أن يقع في قلبه شيءٌ من الزَّيْغ فيَهْلِك».

فمن ردَّ قول الرسول صلى الله عليه وسلم متعمِّدًا تَبَعًا لهواه، أو تعصُّبًا لشيخه الذي يقلِّده، فإنه مهدَّد بعقوبتين:

العقوبة الأولى: الزيغ في قلبه، لأنه إذا ترك الحق ابتُلي بالباطل، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ [الصف: 5]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ نَّظَرَ بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٍ هَلۡ يَرَىٰكُم مِّنۡ أَحَدٖ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْۚ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم [التوبة: 127] لَمَّا انصرفوا عن تلقِّي القرآن عند نزوله وتعلُّمه صرف الله قلوبهم عن الحق عقوبةً لهم، وقال تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفۡ‍ِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ [الأنعام: 110]، لَمَّا رفضوه أول


الشرح