×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وقال ابن عبَّاس: «يوشِكُ أن تنزل عليكم حجارةٌ من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟!».

****

قوله: «وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ» هو: حَبْرُ الأمة، وترجُمانُ القرآن، عبدُ الله بنُ عبَّاس ابن عبد المطَّلب، ابن عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم.

«يوشِكُ» معناه: يقرُب.

«أن تنزل عليكم حجارة من السماء» عقوبةً لكم كما نزلت الحجارة على من كان قبلكم ممن خالفوا الرسل.

«أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو بكر وعمر» هذا هو السبب الذي يوجِب نزول الحجارة.

قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما هذه المقالة لَمَّا بلغه أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما الخليفتين الراشدين، كانا لا يريان فسخ الحج إلى العمرة، بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بفسخ الحج إلى العمرة لمن لم يَسُقِ الهدي وكان مُفْرِدًا.

فهذا عند عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما يدلُّ على وجوب فسْخ الحج إلى العمرة لمن لم يَسُقِ الهدي، عملاً بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه أمر بذلك أصحابه وأكَّد عليهم، ولَمَّا خالف ذلك الخليفتان الراشدان أبو بكر وعمر، ورأيا أنه لا يجب فسْخ الحج إلى العمرة، بل المضي في الإفراد أفضل، مِن أجل أن لا يُهْجَر البيت في بقية السنَّة؛ لأن الحاج إذا جمع بين الحج والعمرة في سفر واحد، فهذا مما يسبِّب أن لا يأتي الناس مرَّة أخرى للعمرة، بل يكتفون بسفرٍ واحد.

هذه وِجهة نظرهما رضي الله عنهما وهي مسألة اجتهادية، ولكن الاجتهاد إذا خالف الدليل فإنه لا يجوز العمل به.


الشرح