×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

ولَمّا سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن، أنكروا ذلك؛ فأنزل الله فيهم: ﴿وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ [الرعد: 30].

****

وهو مذهب السّلف: يقول شيخ الإسلام رحمه الله: «ما وجدتّ أحدًا من أهل العلم من السلف جعل آيات الصّفات من المتشابه» على كثرة اطّلاعه وتتبُّعه.

ويُستفاد من نصوص الباب فوائد عظيمة:

الفائدة الأولى: أن إنكار الأسماء والصّفات كُفر؛ لقوله تعالى: ﴿وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ [الرعد: 30]، ولكنّه كُفر فيه تفصيل: قد يكون كفرًا أكبر مُخرج من المِلّة، وقد يكون كفرًا أصغر لا يُخرج من الملّة لكنّه ضلال، وهذا بحسب حال النّافي للأسماء والصّفات: هل هو مقلِّد أو غير مقلِّد؟ هل هو متأوِّل أو غير متأوِّل؟.

الفائدة الثانية: في قول - عليّ رضي الله عنه -: حدِّثوا الناس بما يعرِفون، فيه: أنه يجب على المتحدِّث في خطبة أو في درس أو في موعظة أو في محاضرة أن يتحدّث بما يناسِب حال المستمعين وما ينفعهم، ولا يأتي لهم بالغرائب والأشياء التي لا يفهمونها؛ لأنّ هذه الأشياء إن لم تكن صحيحة فقد كذَب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كالذي يروِّجه بعضُ القُصّاص من الأحاديث المكذوبة والموضوعة، وإن كانت ثابتة عن الرّسول صلى الله عليه وسلم فإنّه يكون قد تسبب في استنكار الحاضرين لها وجحدهم لها، فيكون هو السّبب الذي حملهم على ذلك.


الشرح